الثلاثاء، 23 يناير 2018

جدنا قوقل

جدنا قوقل

وسط هذا الضجيج الذي صنعته الحضارة والمدنية، هل نحتاج للذاكرة ؟ أم أننا اعتمدنا على التقنيات الحديثة كي تتذكر نيابة عنا، واخترنا أن نحتفظ بذاكرة الأسماك التي لم تعد تسعفنا لأكثر من دقائق عند محاولة تذكر المواقف والأحداث،
فمحركات البحث الذكية أصبحت تفهمنا أكثر من أنفسنا، ومن التلميح الأول لكل ما نبحث عنه نجد هذه المحركات قد تحولت فجأة إلى مصباح علاء الدين، فما عليك سوى أن تضع الحروف الأولى لما يدور في رأسك، حتى تجد ما تفكر فيه أمامك في غمضة عين، وعلى الرغم من هذه الفوائد العظيمة لجدنا “قوقل “الذي صرنا نرجع إليه في كل شاردة وواردة وكل ما نريد معرفته، فقدنا القدرة على التحري والنفس الطويل في البحث والحصول على المعلومة، التي كان يسافر لأجلها أجدادنا أياما وشهورا عديدة. كانت هذه الرحلات البحثية هي سبب تعزيز الذاكرة والتذكر، التي لم تكن فائدتها طلب العلم وإنما كان المسافر للبحث عن العلم يستثمر فوائد السفر السبع، من تفريج الهم واكتساب المعيشة والعلم والآداب وصحبة الأخيار واستجابة الدعوة وزيارة الأحباب وغيرها من فوائد الترحال والبحث عن المعلومة، التي تصقل شخصية الباحث وتجعله متمكنا من كثير من الجوانب العلمية والمعرفية التي تضاف إلى فائدة الثقة بالنفس، ولست هنا بصدد طلب العلم وشد الرحال لطلب العلم، وإنما بصدد السؤال عن الزهايمر وحالة فقدان الذاكرة والنسيان الذي اجتاح العقول، التي تكاسلت وتركت للتقنيات مهمة التفكير والبحث والتقصي لزمن سريع لم نهيئ عقولنا لاستقباله والعمل على ترسيخ المعلومات و إمكانية الاحتفاظ بها، بعيدا عن آفة العلم. وأعتقد أن التغيرات المتلاحقة في حياتنا، وهذا الدخول الصاروخي إلى العالم الرقمي جعلنا نغير كثيرا من عاداتنا الاجتماعية والفكرية ونرضخ لتبعات التقنية وحالة التكرار والتشابه، التي ترتسم على وجوهنا ونحن جميعا سائرون خلف الأجهزة اللوحية وكل منا يقرأ فيها خصوصياته ونفسه وأفكاره في آيدلوجية مختلفة لحالة التلاقي الفكري والثقافي، التي عززت كثيرا من جوانب الشخصية، وأخذت أيضا كثيرا من قدرتنا على الخروج من غرفنا المغلقة، التي جعلتنا عبارة عن عيون محملقة وآذان باحثة في عالم ضخم من المعلومات، ولعل السر في حالة “النسيان دوت كوم” التي أصابتنا، ناتجة عن عدم قدرة العقل على استيعاب المعلومات المتدفقة التي تحملها الرسائل اليومية لمختلف العلوم والفنون، التي تتسرب كالمياه من بين شقوق أجهزتنا، حتى وإن غبنا عنها نعود لنجد هذه المعلومات وقد استقرت في ذاكرتها، لتجبرنا للعودة إليها والتمعن فيها لتتشعب المعلومات والذكريات والوجوه، في عالم أخذنا حتى من أنفسنا لنلعب ونتعلم ونتدرب ونستشير ونغذي عقولنا من هذا العالم الرقمي الصاخب، الذي يحتاج إلى “ميموري” إضافي لرصد كل ما يجري في هذا العالم ويستدعي إضافة شرائح معلوماتية لتتسع الذاكرة لهذا الكم الهائل من المعلومات، الذي يخاطبنا بلغة الطوفان فنغرق ونحن نحاول السباحة والصعود، عبر سلالم الموج للحصول على بعض الأنفاس كي نتذكر.

ضمير سعودي متصل

ضمير سعودي متصل

من شرفات العام الجديد يطل لون الاخضرار الذي يأتي في مواكب التطور المتلاحق الذي تشهده المملكة العربية السعودية وهي تقف على بوابة العام الجديد لتفتح صفحاته بكل ثقة في استباقية الزمن القادم ومحاولة الوصول عبر أقصر الطرق المؤدية إلى شاطئ الوطن الآمن، فعندما يعلو الضجيج وتتشابه الأصوات والقصص والبدايات والنهايات يجب أن يكون في محصلة كل منا بوصلة وقناعة أكيدة بالاستفادة من دروس الآخرين واختيار المسار الذي يفوت الفرص على المطبلين ممن يراهنون على تماسك هذا الوطن ووحدة كلمته، فكلما وضعوا وخمنوا طريقا يمكن أن يتم الاتجاه إليه وحاولوا أن يقلبوا الموازين كانوا يفاجأون بانتصار الوطن في كل معارك المزايدات والمناقصات والتوقعات لشعب يعرف كيف يتمسك بوطنه ويمارس طقوس المواطنة كما يجب، وعلى الرغم من فارق وجود احتفاليات وطنية ومشاعر وطنية متدفقة سالت بلون البهجة في شوارع المملكة في احتفالية يوم الوطن ألا أن هذه الشكليات ليست سوى مكمل مهم لإخراج الصورة الحقيقية لمشاعر حب الوطن، ومحاولة التعبير عنها بطرق مختلفة، فما كان الفارق بين الأمس واليوم أكثر من خروج المشاعر من الصدور إلى السطور ومن القلوب إلى الشوارع والمتنزهات ومختلف الأمكنة التي سجلت حضوره في كل الميادين وبكل اللغات المختلفة، عبر فيها الصغير والكبير وتنافست العقول الإبداعية في تقديم رسائل حب لهذا الوطن، وإن اختلفت السبل والطرق المؤدية إليه إلا أن هذه الفعاليات والاحتفاليات ما هي إلا تتويج لهذا الحب الغامر، الذي كسا بخضرته نوافذه المطلة على العالم بعيون واثقة من إصرار أبنائه على الثبات على قوانين رفعته التي لا تحتاج لأدلة أكبر من البذل والتسامي والعمل الدؤوب الذي سطر من خلاله أبناء هذا الوطن عناوينه في كافة المجالات نموذجا مشرفا للإنسان السعودي المتحضر، الذي يسعى لأن يحمل اسم هذا الوطن عاليا ويعزز من انتماء الأجيال إليه. وقد يستغرب بعض من ولاء أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه واستبسالهم في الدفاع عنهم وحمايته والعمل على إبطال كافة المحاولات المغرضة وإفشالها، من خلال لحمة وطنية زادتها الأيام التصاقا بقيادته الحكيمة وتلاقيا معها وقبولها كافة المصاعب في اتحاد عجيب لقصص غير مستهلكة، أكدت على وعي هذا الشعب لقيمة ومعنى كلمة “وطن” تلك التي تعرش كسعف النخيل على حروف المدن فيتدلى من عذوقها رطب وبلح يجني ثماره أبناؤه وأجياله القادمة التي تعزز في كل يوم سيادة هذا الوطن وسموه، فكل يوم منجز ومساحة مختلفة من رسوخ هذا الحب في الضمير السعودي المتصل بوطن يستحق البذل كل البذل..

تلك المرأة!

تلك المرأة!

بعد مرور أعوام من الصبر كانت خلالها تحرس بوابات الأمان لهذا الوطن وتربي الجيل على الوفاء والانتماء وتحفر بأظافرها في صخور المستحيل كي ينبع منها الماء ويغذي هذه الأرض بمعاني الأمومة والعمل، وبعد أن تفرغ من انشغالها بزادها اليومي، تقف لكي ترمق الطريق بطرف عينها من النافذة البعيدة بعد أن يخلد الصغار إلى النوم ويعم السكون، تشرد وهي تحاور الزمن القادم وتساومه على قدر يمنحها حزمة ورد أهديت إليها مؤخرا دون موعد مسبق “تلك المرأة “التي حملت قضيتها أعواما طويلة وهي لا تتطلع سوى أن تنال جدارة القرار والثقة والمصداقية بعد سنوات من التعب في محاولة لإثبات الذات والانطلاق نحو الغد، وأخيرا حصلت المرأة السعودية على ما تريد بعد أن طرقت الباب طويلا للحصول على إذن الدخول، الذي جاء في عدة قرارات منحتها القدرة على مواصلة المشوار بعد حصولها على تذاكر متعددة للإبداع والانطلاق بحرية نحو أفق جديد، لتسجل أهدافا جديدة في مرمى الإنجاز وخلال سنوات لم تصغ خلالها هذه المرأة لبرامج التوك شو الأمريكية، التي أرادت أن تجعلها مادة تسويق إعلامية تتاجر بها ولم ترخ أذنها لكل من كان يعزف على أوتار التحرر والحقوق الإنسانية لتحقيق أهداف شخصية لها تبعات تحقيق مصالح ونقاط سياسية، وإنما انتظرت وهي تعمل بصمت ودون كلل أو ملل لكي تحظى بما تريد وفقا لرؤية مجتمعها وثقافته دون أن تفكر في القفز على الأسوار العالية وأن تتحدى وطنها في الظل والإنصات إلى خفافيش الظلام، أرادت أن تأخذ أنفاسها كاملة بعيدا عن لغة الثقوب والمواعيد الباهتة، أرادت أن ترسم صورة كاملة ونقية غير قابلة للانكسار وما كانت تحتاج لأكثر من موعد مع الوطن لتعرض عليه منجزاتها وتعرفه بتجاربها وجدارتها بالثقة، كانت تريد أن تحكي قصتها لأذن واعية تعرف ترنيمة الصدق وتحقق لها العدالة التي ترتجيها دون الدخول في صدام مع مجتمعها وبمواكبة عصرية لعالم يعلن تجدده اليومي وسباقه لمجريات التطور التي لا تنتظر أحدا.
سارت المرأة السعودية بخطى ثابتة اغتنمت خلالها كل الفرص المتاحة وغزلت بمغزل الإرادة والإصرار على الوصول حزمة ضوء لبنات هذا الوطن اللاتي تلقين خلال الأيام الماضية هذه القرارات الداعمة لمشوار قادم يحتاج إلى مزيد من الحذر على كافة الخطوات التي ستحسب عليها، التي تتطلب مزيدا من الوعي والإصرار وعدم استباق الخطوات والتروي في اتخاذ القرارات وتنفيذها بلغة الإدراك التي أثق أنها موجودة في العقول الناضجة التي سجلت بصمتها في مختلف المجالات للرد على من يصفها بالمدلله أو المتسلقة على أكتاف وطنها وعزفت مقطوعتها الوطنية بلغة خاصة ليسود الصمت ثم يعلو التصفيق مدويا لباقة ورد نالتها عن جدارة واستحقاق تلك المرأة التي عملت بصمت رفعت الستارة عن خارطة لوطن من النساء ونساء من وطن، حولن الأحلام إلى حقائق ملموسة وعيون محلقة نحو السماء، تحمل معها راية التوحيد ولغة إصرار لن تتكرر، تلك هي المرأة السعودية التي بنت للطوابير القادمة من الأجيال صرحا من المنجزات يمكن أن تتكئ عليها المرأة بعد أن مهدت الطريق وعبدت السبل وزرعت الورد على جانبي الطريق المؤدي إلى الوطن ..كل الوطن.

لا تبتسموا للكاميرات

لا تبتسموا للكاميرات

لا يمكن للفلسطيني وهو يمارس حياته اليومية أن ينسى أربعة حروف – كان وصار وأصبح وأمسى وما زال وما دام -  ينتظر تكاملها في لعبة تركيب الحروف التي تكمل كلمة “م ع ب ر ” هذه الحروف الأربع التي يمكن أن تحقق إنسانيته التي نسيها خلال سنوات كثيرة مرت وهو يحاول من خلالها أن يحل هذا اللغز الذي خطف منه كل مقومات الحياة تلك الكلمة السحرية التي تتيح له الخروج من مواقع الاقتتال التي ملأت الخارطة العربية والتي ترسب فيها الفلسطيني وتكلس في أراضيها بينما انتشر أبناءها في كل بقاع الأرض على أن يكون الخيار الأخر أن يغادر وطنه لاجئا  إلي عالم مجهول في حالة موت بطئ موزع على بلاد العالم في انتظار تأشيرة حياة وجواز سفر لوطن مسافر ومحتل وفي كل الأحوال ظل المواطن  الفلسطيني يعيش كابوس سنوات عجاف لا تنتهي ذلك الذي يحلم بقطرة من  كهرباء وغاز وماء وغداء في غزة ولحظة أمان وكرامة في الضفة
 ”معبر ” هذه الحروف الذهبية التي تغفل عنها  الفصائل الفلسطينية والتي نتمنى أن تتذكرها خلال المصالحة المأمولة وان لا يغيب عنها كل القصص  التي حولت حياة الفلسطيني داخل غزة إلى جحيم يحاول أن يتجاهله وينساه فمن ظروف الاحتلال الغاشم على فلسطين وجدران العزل وغلق المعابر إلى تفاصيل الحياة اليومية القاسية التي حولت القصة إلى حلقة مفرغة وقصص مزايدات وشعارات وتراشق بالتهم في وطن مباح لكل الانتهاكات الإنسانية التي لا يشعر بها إلا من دخل إلى دائرة هذا السجن الكبير في غزة وعاش فكرة تكريس الفصل بين أجزاء المواطن وتجزئة  فلسطين من الذاكرة العربية واختصارها إلى “غزة ” وإيجاد مبررات للنسيان لأسباب لا يفهمها المواطن الفلسطيني البسيط الذي يريد أن يعيش ضمن إطار الإنسانية بعد أن استنزفته الحروب والاعتداءات الإسرائيلية  وغربت  أبناءه وحبسته في ركن بعيد يتذكره العالم أحيانا وينساه أحيانا أخرى وبعيدا عن تنظيرات السياسة وتصريحاتهم  لكاميرات التلفزة ووكالات الأنباء العالمية وكل التحليلات التي تصاعدت كالدخان في سماء وطننا العربي الكبير و مبررات السكوت على زيادة الاستيطان ووجع قصص الأسرى  لا استطيع أن أكون محايدة وأجدني  أقف مع هذا الساكن هناك في الضفة وفي غزة وفي داخل العمق الإسرائيلي الفلسطيني الذي يريد أن يعيش وان لا تتم مصادرة حياته تدريجيا ليشعر في النهاية أن كسرة الخبز اليابسة هي طموحه  كي  يطعم الجياع “في فلسطين كلها” قصة لا تحتاج لابتسامات السياسيين للكاميرات وارتداء البدل الأنيقة والياقات المعبأة بالنشا نحتاج أن تعيدوا لنا ما تبقى من الوطن و من الفلسطيني وإبعاده عن التصفيات والحسابات السياسية التي يتم زجه فيها دون أي أسباب وإدخاله في عداوات عربية دون أن يصدر عنه تصريح واحد لمجلس الأمن ودون أن يكون له الحق في تسجيل رأيه في أجنداتكم السياسية لأنه مشغول بلقمته ويكتفي بالدهشة حول سيل التهم عن الذين باعوا والذين لم يبيعوا ورغما عن كل الظروف التي يمكن أن تقتل أي طموح ظل الفلسطيني يعيش وهو يربي الأمل في قلبه ذلك الذي  جعل الشاب الفلسطيني يدرس أكثر من 4 مرات مرحلة الجامعة ويعبئ أدراج منزله بالشهادات على أمل الحصول على فرصة أو جعله يقوم بحفر أنفاق وخنادق على  أمل الحصول على نافذة يطل من خلالها على حياة حتى لو كانت تحت طبقات الأرض السبع لتحقيق حلم العبور ….لا تبتسموا للكاميرات فقط أعيدوا لنا ما تبقى من الوطن 

" أكثر مما نتصور"

" أكثر مما نتصور"

هذه الأفكار التي نمارسها ونرددها ونحن نعبر أزقة التجارب ونجوب أروقة  قصصنا اليومية  تتحول في يوم ما إلى سلوكيات فإذا مارسنا فعل الغضب أو الحزن أو التفكير السلبي أو حالة الاستسلام فإنها لابد وأن تتحول إلى مهارة نتقنها ونعتاد عليها وندمن ترديدها في دواخلنا ونحن نعزي أنفسنا  بل أن تكرارنا لبعض الجمل التي تجسد واقع ما يحولها إلى قناعات راسخة يصعب من خلالها الوصول إلى حالة التغيير التي يجب أن نتفهمها دائما وأن لا نفكر بطريقة القطار الذي يرفض أن يغير مساره ويسير على قضبانه في اتجاه مباشر لأننا نختلف في فكرنا وظروفنا عن فكر القطار وظروفه للوصول إلى المحطات فطبيعة الكائن البشري قابلة للتغير والتطوير والتوجه الايجابي والخروج من القوالب والبراويز إلى رحابة الحرية في التفكير والتطوير والتي لا تحتاج إلى أكثر من مناقشة الذات واكتشافها لمعرفة ما يمكنها أن تتقبله وأن تحققه وما عليها فعله للوصول إلى محطات جديدة بعد الخروج من جدلية التعود.
 نعم يمكننا أن نتغير “أكثر مما نتصور” عندما نحاول أن نقبل ونتفهم ونناقش وننصت لما هو جديد ومثمر دون أن نقابل رياح التجديد بالرفض الجاهل القادم من التشبث بما تعودنا عليه لمجرد أننا تعودنا عليه ولا نرغب في أن نستيقظ منه حتى لا تتغير مسارات الحياة  بينما نترك للآخرين حرية المغامرة وخوض غمار معارك التغيير وتحمل تبعاتها ونكتفي بأن نصفق لهم في نهاية المطاف لكونهم قبلوا تحدي الحياة الذي لا يجرؤ الكثير من الناس على  السير فيه لكونه معاكسا للتيار ولأنه قد يعرض أغصانهم للانكسار بعد الوقوف أمام الريح
 فهل نحن بحاجة للخروج من رتابة التفكير وتلقائية التوجه إلى فوضى الاختلاف ومحاولة إيجاد طرق جديدة تمكنا من الحصول على متعة المغامرة؟ هل نحتاج للدخول إلى الغابات الموحشة وتحويل الخوف من الجديد إلى طاقة انتقائية واعية تحقق التغيير المنظم والممنهج المبني على أسس وأفكار ذات قيمة محددة الطرق والأهداف دون أن نشغل وقتنا بالتخوف من  النهايات المتوقعة  وفرض الأحكام المسبقة بالخسائر فقد تقود التجارب السلبية لمحطات النجاح  بل قد يتسبب الغباء أحيانا في الوصول إلى نتائج عبقرية
 ولذلك فإننا نحتاج لبناء قناعات جديدة تقوم على أسس التجربة والحصول على براهين النجاح تلك الفرص التي منحها المخترعون والمبدعون لأنفسهم من خلال الرغبة في التجربة مهما كلف الأمر وتجربة  قلب الموائد والأفكار وتجريب والاستفادة من تعاكسها وتضادها وتشابهها في خلق فرضيات جديدة أنتجت للبشرية الكثير من الأفكار المبكرة  والاختراعات التي قادتنا إلى التطوير بعيدا عن رتم التشبث “بما كان” والبحث عما “يمكن أن يكون ” انه الطريق الذي يمكن أن يعبد بتخطي فكرة الفشل إلى فكرة المزيد من المحاولات والإصرار لتحقيق نظرية مختلفة يمكنها أن تعزز قيم الايجابية و الخروج من منطقة اللا قرار وخلق الحلول من رحم ألازمات ومحاربة الأحلام البليدة التي لا تنجب واقعا مجديا  ومحاولة غرس أشجار ننام في ظلها غدا إننا نحتاج أن نستنشق هواء التفاؤل والبحث عن سبل لعلاج المشكلات بطرق لا  تتسيدها لغة التشكي والحسرة على ما كان وإنما من خلال فرض واقع جديد يخرج قويا من رحم الأزمات ويخرج الاخضرار من العدم.

أنه اللاشئ


عندما تريد أن تعقد صفقة تصالح مع مخاوفك، عليك أن تدعوها إلى فنجان قهوة على ناصية زجاجية في مقهى بعيد لترمقا حروف الارتجاف الذي يسكنك وأنت تبحث في جداول المجهول عن مبررات تستوجب معرفة كل أسئلة الخوف الذي يعتريك و أن تدقق في محتواك وتجيب على كل ارتطامات المساء الذي جعلك تسهر ليلة طويلة تواسي فيها مخاوفك وشرودك ذلك الذي ينبت في اختلاف المخاوف ما بيننا فلكل منا حزمته الخاصة التي يهرب منها بالانشغال وبالتجاهل ولكل منا قصته الخاصة مع معزوفات الخوف في حكايات الصدى المرتد الذي يسكن هوامشنا خلال النهار ويستيقظ في المساء لينهش السكون الذي يتوغل في أعماقنا وعندما نريد أن ندرب أنفسنا على مواجهته علينا أن نقرأ “كتاب الخوف ” لنعرف مم ولماذا نخاف!؟ وأن نجد طريقة لمواجهته وسحب ظلاله من جدراننا و تحويله إلى حالة مزمنة يمكن التعايش معها والتخلص من سيطرته على حكاياتنا المهملة والاستفادة من مزاياه في تحفيزنا وتحويله إلى طاقة إيجابية لتحقيق النجاح والتوقف عن صعود سلالم الدخان بعبارات مخاوفنا المتوارثة وأن لا نعطيه فرصة أن يحرمنا من الهدوء الذاتي لكونه قادما من عالم مجهول نخاف من انقضاضه علينا، فعندما فكرت في خطة للتصالح مع مخاوفي قررت أن أتشارك معكم فكرة تقمص قصص الخوف من المجهول الذي لو عرفناه لتوقفنا عن “فعل الخوف” لقناعتي أن تحقق المخاوف وحصولها أهون من انتظار اللاشيء فيها، فهل يمكن أن يكون الخوف إيجابيا وضروريا لاستمرار الحياة؟ ومن الذي يعيش دون خوفه؟ ذلك الشبح الذي نصنعه وننسج تفاصيله اختياريا خلال رحلة غموض الأسباب ونحن نولم له سجوننا قبل أن نقرر أن نفعل ما نخشاه ونطرد ذلك المارد الوهمي من شظايانا عندما نربيه فينا، فكل منا يختار سجنه العالي بينما يمكنه أن يختار القناعة بأن للخوف مزاياه في القرب من الله وتقواه وقيمته في تحقيق الإنجاز.
وذلك عندما نبدل طريقة التعاطي معه بلغة أخرى للخروج بمنتج إنساني آخر لا يندرج تحت طائلة التناسي والتهرب مع البعد عن ترديد رتم المخاوف وتحويلها إلي نبراس يحقق التميز مع الاحتفاظ بفارق وجهات النظر عن تأثير النظرة السلبية للخوف على كافة المعطيات.
إنه اللا شيء الذي نحوله إلى هواجس تلاحقنا وتنغص علينا أجمل اللحظات بل إنه قد يؤدي إلى الوقوع في فخ التلبس لصناعة مارد من الوهم الذي يعترينا بينما نتمكن أخذ قطبه الإيجابي في التعامل السوي لتحقيق مشاعر السلام مع الأشخاص والأشياء وذلك يبدأ من تتبع مخاوفنا والوصول إلى قناعة التحاور المنطقي معها للوصول إلى الهدوء والسكينة التي يمكن أن تحقق نقلة نوعية في بناء الشخصية وإثرائها بخطاب ذاتي حول أسوأ ما يمكن احتماله ووضع إجراءات احترازية تحقق نوعا من الشعور بالاستعداد لانقضاض مشاعره السلبية علينا ووضع خطة طوارئ لكافة الاحتمالات والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب حتى تتحقق الطمأنينة بذكر الله “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.

جرة ألم ..

جرة ألم ..

عندما قررت أن أكسر جرة أوجاعي أخيرا وفي تلك الليلة وأن لا أعود لوسادتي الخالية لأترك لها رأسي لتدوزنه على إيقاعنا العربي الغافي على ناصية شرود وسائدنا الخالية، شعرت بالارتياح كثيرا أني أصبحت قادرة على النوم دون أن يعبث الضجيج برأسي كما كان يفعل كل ليلة وأنا أفكر فيما لي وما للناس وفيمن يجرحون بلغة اللسان أو بجرة قلم وفيمن يقدرون على الظلم وإيذاء الآخرين ثم يستطيعون الذهاب إلى فراشهم بعد أن يكونوا قد ارتكبوا مجزرة في مسجد أوفي طريق فيمن نسوا ماهية الإنسان وصار لديهم قدرة العبث مع الوحوش الضارية التي أخرجتهم من كينونة الإنسانية إلى شراسة الوحوش، فما هي الرسائل التي تكفي لإعادة هؤلاء إلى درجة حرارة الإنسانية؟
لقد كسرت الجرة التي لم تعد تتحمل أسئلتي ولا الإجابة عن سؤال واحد هو كيف؟ كيف تتحول القيم والدين والمعاني والمبادئ ولغة الحوار إلى دم أبرياء مسفوح على طريق أو ويلات مظلومين يرتجون العدالة “بجرة قلم” وألف كيف وكيف،
لقد كنت في كل ليلة أضع شريحة اللامنطقي واللامعقول فيما يجري حولي في محاولة الدخول إلى جدلية الاستيعاب التي تجاوزت الربيع العربي الدولي إلى ربيع ذاتي يضج في داخلي ويكون قابلا لاستيعاب أن ما يجري هو فعلا حقيقة وإنني لابد وأن أناقشها مع نفسي حتى أستطيع أن أتقبلها تدريجيا ضمن أطر وترتيبات فكرة التنازل التدريجي والتأقلم في الحقيقة.
أنا لم أكن أريد أن أكسر تلك الجرة لأنها كانت تشبه النبض في رأسي وكانت تذكرني في كل أوقاتي أنني بحاجة لأن أفرغها وأنثر ما فيها على خارطة الواقع لأعرف مكاني من بوصلة الحدث، الذي يقول إننا تغيرنا كثيرا في مسألة التقبل والتغيير والانسجام عندما قررنا أن نناقش أنفسنا في سنوات من الأفكار المزمنة التي سجنا أنفسنا فيها دون أن نتساءل عن ماهية هذه القناعات وعن أسباب تلبسنا بها.
ولكني وعلى الرغم من أهمية تقبل أفكار التغيير إلا أنني أشعر أن هناك فارقا كبيرا بين تقبل التغيير وبين تقبل الجرح والندوب التي أصبحت تتكاثر لتشوه نشرات الأخبار رويدا رويدا لتجعلنا بلا حيلة أمام فكر يشوه الإسلام ويجعلنا جميعا تحت خط الدم الأحمر وتقبله على شاشات التلفزة كأمر غير ممكن السيطرة عليه “انكسرت الجرة” وتناثر ما فيها من الألم على مفرشي، الذي كنت أظن أنه سيظل ورديا وأنني سأتمكن من أن أورثه كتركة لأبنائي ليضعوا في ماء الحياة المثلج الذي يكفي لكل عربي ومسلم أن يشرب من معين تركة ديننا الإسلامي الذي نبذ القتل والعنف والإرهاب وحرم سفك الدماء ووضع حرمات إنسانية لحماية البشر من الظلم والاعتداء ودعا إلى السلام والاعتدال “انكسرت الجرة”، فكيف يمكن أن أجمع ما تبعثر من ذاتي وقلبي المتناثر الذي يغص مع كل قطرة دم عربية دون أي مبرر، وتحت شعار دين هو موجود ليكون رحمة للدنيا بأسرها.

مع القدس ..لست وحدك


نصف كأسك فارغ والجرح يملأ نصفك الثاني ومن خلف الزجاج ترى الحكايات كلها وأنت منسي في أحد أطراف العالم فلا أحد يمكنه أن يحملق في لجوئك أو في غيابك أو حضورك  فأنت حر في مشاعرك التي تطلقها كالعصافير التي تنقر على شبابيك المكان ويرتد إليك صداها “حر” لترتدي بعضا من لا مبالاتك أو لتعود لاهتماماتك  لا.. لست وحدك ! فعندما يكون هناك الملايين ممن يشاركونك ارتشاف قهوة القدس على منعطف النبض العربي لا يمكن أن تكون وحدك فهم يجلسون هنا وهناك يتفقون أحيانا ثم يختلفون ويتراشقون بما بقي من ثرثرة  فناجينهم فكلهم أبناءها لكن في ضمير كل منهم وجع ومسؤولية يريد أن يلقيها على عاتق الأخر ليثبت أنه الأوفى بينما يعرفون جميعا أنها أكبر وفية  للتاريخ وللحضارة وللجدران ولأحجار الشوارع ولسنوات طويلة مرت وهي شامخة فوق كل القصص والتحديات وذلك ما يجعلهم  عندما يذهبون إلى الفراش يستعيدون الحقائق ويدركون أن التنكر بالحروف لا يلغي النبض الذي يعيش في قاع وجدانهم العربي الصادق  فيتذكرون ويعتصر القلب غصة خفية قد لا يتحدث عنها البعض عنها  لأن رقة المشاعر وارتفاع درجة حرارة التأثر قد تكون نقطة ضعف لدى أولئك الذين يرون أن القوة في الرفض والتنكر  حتى لا يعرف أعداءهم  أن الضربة هذه المرة جاءت في مكان الخيبة و الجرح والمقتل القديم الذي يتجدد كلما رشوا الملح على الجراح النائمة.
 ولا تقلق على مشاعرك التي لم تعد تحتمل المشاهد المكسورة  التي ارتطمت بها ولا عن محاولة تغييب ذاتك خلف أشياء تافهة والاعتماد على ذاكرة الغياب وإيجاد كل المبررات لحدوثه لكثرة الخذلان في هذه القصة وتزايد أبطالها الذين ملتهم الصحف ونشرات الأخبار.
 أنت لست وحدك طالما هي معك ستتذكر منارتها وأقصاها وقبة الصخرة وبعض تراتيل من القران وحكايتها مع الأديان السماوية وروح الأنبياء ترفرف في المكان.
وحائط البراق ومسجد عمر وقد تؤنب نفسك أنك أرخيت أذنك لبعض الذين قالوا لك أنها لا تستحق الحياة وأنها يجب أن تنسى ككل اللحظات والقصص  العابرة تلك التي حرضتك على إلى أن تعود إلى  حياتك الطبيعية وانشغالات عملك وأطفالك بينما هي تنتظرك هناك في مواقيت الوفاء للمواعيد كي تتذكرها  لكونها  قررت أن لا تنساك وأن تعود إليك كلما جد في الجرح .. جرح   ستعود إليك من جديد  لتذكرك بما انغرس في وجدانك ويقينك كشوكة رقيقة في القلب يصعب عليك أن تقتلعها لكونها متوجة بالتجلي ولأن فيها بعضك بل كلك الذي تعتبره قوتك وشموخك وكيانك الذي تريده كالنسر أن يحلق عاليا بالقرب من وطنك كي تزهر في العين قرة الحياة  وأنت تحكي لأبنائك عن لحظة صدق جاءت لتثمر زهوا  فوق فوهة الهاوية  لخطوات دقت خطاها على الأرض بصدق الوفاء  لهذه القبة الحرة كي تعانق سحاب السماء .لا لست وحدك وستظل تتذكرها عندما تصحو لترتشف قهوتك أو لتناقش أولوياتك وخلفيات رفضك وقبولك وستناقشها مع نفسك وقد تعتب على من قالوا لك أنها يمكن أن تمر كالرمح في ذاكرتك وأنها أصغر من الانشغال وأقل شأنا من الانطفاء  وأن ذاكرتك تشبه ذاكرة الأسماك التي تختار أيقونة النسيان دائما وأنك ستضعها في قائمة التأطير في بحور الشعر وكتب التاريخ ومع الصور العتيقة فوق الرفوف المكررة والمنسية على الشفق الأخير أو أنها ستصبح  ككل خيام البدو التي تغيب وتعود بشكلها التلقائي الحنون تارة والمتصحر تارة أخرى وستظل في وجدانك إن رضيت وأن أبيت لأنها أكبر من وشوم الذاكرة انها ضميرك الذي لأيمكن أن يتركك وحدك

في مدرسة الملهمين

في مدرسة الملهمين
قد يتحول البعض في حياتنا إلى سطور تنبض من كتب الإلهام أولئك الذين يمكن أن نستقي من تجاربهم وإيجابيتهم معانٍ جديدة، ونبراساً يمكن أن نهتدي به ونحن نسلك طرق الحياة الوعرة "إنهم الملهمون"، الذين يحتفظون بمعانٍ حقيقية لتجربة الحياة ويعيشون ضمن مبادئهم الإيجابية بقصصهم التي تتحرك وتتنفس، ونراها تحيا وتسير أمامنا بعيدا عن التنظير وعن عناصر التأليف وبدايات ونهايات القصص المستهلكة وسواء تصادفنا مع هذه الشخصيات أو قرأنا لها، أو رددنا أحاديثها المأثورة التي أقنعتنا أو أننا اكتفينا بقراءة ما وراء سطورها ففي نهاية المطاف سنقف لنعد آثار بصماتهم الخاصة التي أودعوها كتبهم، أو لوحاتهم أو بعضا من مفردات أو قصص تروى وكأنها كتلة من التجارب والخبرات تمشي على الأرض، وفرصة للاستفادة من غيمة مغدقة وتطبيق عملي للحياة يمكن أن تشاهده حيا مباشرا فتخرج برؤية مضيئة قد تغير مسار حياتك للأبد.
إننا بحاجة إلى حكايات ملهمة تكون وقودا لنا ومحركا لنا لنطرق أبوابا جديدة ونعرف كيف نتعامل مع منعطفات الزمن ومتغيراته، ولا أعتقد أن التعليم والحصول على الشهادات العليا من أساسيات الإلهام فقد تتعلم أفضل الدروس من أبسط الكائنات فهي ليست حكرا على بني البشر وإنما قد يلهمك إصرار السنابل أو حقول الورود أو ضوء القمر أو صفحات الليل لمعرفة أشياء لا يمكن أن تحصل عليها من مئات المؤلفات والمحاضرات وقد تستقي أفضل الخبرات من أبسط البشر ومن عابري المحطات والشوارع، ومن أبعد العناوين عن أفكارك إنك لا يمكن أن تختار أو تنتقي مصادرك الإلهامية وإنما عليك أن تتمعن جيدا فيما يمكن أن يكون خلاقا فيما هو حولك ومؤثرا في قراراتك للبحث عن سحابتك المقبلة كي تعرف الكثير عن دروب الفشل المؤدي للنجاح، وعن حواسك التي تتجاوز العشرة عندما تعد على أصابعك لتكتشف أن الروح الإنسانية ما تزال تحمل الكثير من الحواس غير المكتشفة والتي يمكن أن تشعر بها وأنت تخاطب جيوش الأفكار التي تملأ رأسك وتجعلك تخرج من فوضاك لتعرف ما في داخلك من كوامن عندما يلمع البرق في عينك في لحظة تردد فيها "وجدتها" وتعرف أنك ما زلت تتهجى أول حروفك وأنه ما يزال لديك الكثير لتكتشفه عن نفسك من خلالها.
إنها الظاهرة الإنسانية التي تجعلك تتمعن في كل ما يحيط بك لتصنع منه درسك اليومي والملهمون أنواع بحسب موقع "Sources of Insightf" المعني بتطوير المهارات، وربما تختلف تعريفاتهم قليلا عما نعرف أو نظن فمنهم الحالمون الذين يقفزون على السحب ويحاولون أن يصنعوا أقواسا من المطر وينسجون خيوطا من الأفكار التي يصعب تحقيقها فهم يملكون كل أدوات صناعة الأفكار بينما يعجزون عن تحقيقها فهم يحلقون ويقفزون دون الاكتراث بما يتحقق منها بينما يركز الفاعلون على فكرة واحدة ويبدؤون بتنفيذها، يعملون عليها كأنها الحل الوحيد في الحياة، يشعرون بالملل والهزيمة فالتنفيذ جزء رئيسي في حساباتهم ويتبسلون في الدفاع عن مبادئهم وأفكارهم بينما يظل النموذج الثالث ممن يجمعون بين الحلم والفعالية في موازنة بين هذه الأدوار هم الأجدر بنيل شرف هذا اللقب الذي يعني تحمل مسؤولية كبيرة في صناعة القدوة، وتبعات العطاء بلا حساب والقدرة على صناعة الإرادة والتدريب على مواجهة الأزمات إنهم الأشخاص الذين ترتفع درجة الحساسية لديهم بمجريات الأحداث بما يفوق مقياس ريختر لمقياس الزلازل التي تصيب النفس البشرية، وتستدعي وجود فئة تساهم في صياغة قوانين التغيير وتحمل نتائج فتح الأبواب المغلقة وصناعة عناصر المفاجأة، وتاريخ المبادرة، وهذه الشخصيات تولد من تجارب ومغامرات مؤثرة أوجدت هذه الروح التي تستقي أفكارها، وتصيغ أهدافها ومعانيها مما عاشته من ظروف إيجابية أو سلبية وتمكنت من خلالها تكوين نقلة جديدة ومؤثرة في تآلف مع مشاعر مقنعة تجعلها تخرج إلى منطقة القرار بأن تستفيد من كل ما في هذا الكون من مصادر للمعلومات، وأنسنة الأشياء، وتلمس طرق وأبجديات المرحلة والسير في خط متواز مع هذه الأولويات التي تحقق نظرة ثاقبة ومختلفة يمكن أن يصل إليها من يكتشف نفسه أولا ويقبل انعكاسات التجارب، والملهمين على حياته بعيدا عن التمسك بالبراري القاحلة تلك الولادة التي يمكن أن تخرج من رحم عشبة فرضت نفسها وتمددت على الأرض دون أن تكترث بمن يرويها، أو شجرة ألقت أوراقها الصفراء على الرصيف، أو من بكائية شاعر أو من شرود ضوء نحو الأفق البعيد، إنك بحاجة للبعد عن صرير تكرار الفعل وتوقع نتائج مختلفة ما تحتاجه هو صناعة وطن متكامل من ذاتك ينمو، أعماقك تعود إليه لتتحدث إليه وتناقشه وتختبئ خلف جدرانه وطن ينبع من ذاتك ليلهمك كيف تتمتع بشجر الأكاسيا وتساقط المطر ويشرح لك قيمة احتساء فنجان قهوة على رصيف بعيد ويأخذك مع الشمس لتتسلل من شقوق النوافذ، وتلعب مع الصغار لتثبت لكل قوانين الطبيعة أنك إنسان يؤثر ويتأثر ويفهم ويتفهم، ويعود إلى نفسه في نهاية المطاف ليتحدث إليها، ويقنعها أنه يستوعب حزمة الضوء التي يمر بها في كل يوم من هذه الموجودات التي لم يكن يعرف أنها من أعتى الملهمات.

اخر التعليقات