جلبت لها حفنه من الياسمين .. بينما هي تنصت لبركة الماء الراقدة حول المساء .. كان زهر الكولونيا وملكة الليل يعطران ما بقى من عمر أمي المنتظر ومن بركة خطواتها تعبر على الأرض حولها , وهي محرومة من المشي وهي تضع خلف رأسها وسادة محشوة بالسحاب الخفيف , وتسأل العمر الذي مضى وعن جدائل الصبر عن كؤوس الرخام تحدثها وكما يتحدث ناى إلى وتر خائف في الكمان وكما يقف البحر جافلا عند قدمي صخور الانتظار كانت أمي "مريم "سيدة مقعده على كرسي متحرك تردد أغنية وحيدة "و نفسي عافت الدنيا وإنا حي "
أمي ..تربت في أحضان وطن لم يمهلها الوقت لتعيش قطنه ونشيده .. لم تعرف كيف تقف بعد أن سرقت الريح قدميها ودثارها وخنقت ما بقي من عبرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق