قد تطلق لخيالك العنان للحظات وأنت تفكر في حال الأسرى الفلسطينيين الذين يعيشون رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية وأنت ترى في أول لوحة من شريط التأمل صورا للمناديل الملوحة والأبواب الصدئة والقضبان البعيدة وبقايا خطى لا يرصدها الظلام، ومهما بلغت درجة تفاؤلك حول حيثيات حياتهم لسنوات طويلة خلف الزنازين إلا أنك لابد أن تضع في اعتبارك أنك ستشاهد فيلم رعب من الدرجة الأولى وأنت تتجول بين غرف العزل وأدوات التعذيب الجسدي والقمع النفسي وشراسة التعامل ووحشيته مع سجان لا يرحم، وستحاول سريعا أن تطرد من رأسك مجرد هاجس التفكير في هذا الأمر لتذهب بخيالك بعيدا حتى لا تصطدم بحالة التعامل اللا إنساني بين بني البشر في سيناريو حالة انتقام الإنسان من الإنسان لمبررات وأطماع مختلفة، وستقرر سريعا أن تخرج من دائرة التفكير في هذا الأمر حتى لا يتعكر صفوك وتعود لحياتك بعد أن تحاول الابتعاد عن مجرد التفكير في ويلات التعذيب التي يمكن أن يعيشها هؤلاء الأسرى، وتنتهي الصور الخيالية ويعود هؤلاء البشر إلى روزنامة التاريخ والاعتقال التي تحولهم إلى حفنة أرقام تتناقلها منظمات حقوق الإنسان التي لم تحرك ساكنا وهي ترى تقارير عن أوضاع الأسرى الظالمة ولا تستثني أحدا، فحتى الأطفال وصغار السن والنساء و الأموات يدخلون في دائرة الأسر والاعتقال، كما لا يمكن أن يخطر على بالك أن هناك سجوناً للموتى وعقوبات تلاحق الأسرى حتى في القبور، ولذلك لا يمكن أن تتفاءل مشاعرك بإطلالة عام جديد أنه يمكن أن ينهي معاناة أولئك الذين يقفون على حافة أمل بالحرية يلوحون به من بعيد.
ولعل نشر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطعيْ فيديو في الذكرى الـ 23 لميلاد الجندي الإسرائيلي الأسير «شاؤول آرون» قد يعيد إلى الأذهان حالة من الأمل بوجود صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل كتلك التي تمت في عام 2011 باسم صفقة وفاء الأحرار كما يسميها الفلسطينيون التي تعد إحدى أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية الإسرائيلية، وتشمل الصفقة أن تفرج إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل أن تفرج حركة حماس عن الجندي الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، وقد أعلن عن التوصل لهذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية، وتعد هذه الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمت عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين، فماذا يعني أسر جندي إسرائيلي؟ إنه بالنسبة للأسرى أكبر من أي مكسب عسكري في معركة وطن، إنه نافذة ضوء جديدة على طريق الحرية وورقة رابحة وطائر ينتظر فرصة التحليق في سماء الوطن المسافر، إنها مساحة تتجاوز حدود الحلم بالعودة إلى الحياة وتوديع مقابر الاعتقال والتعذيب والحرمان من الأهل، إنها حالة استعادة منطقية الحياة والخروج من معارك الجوع والتعذيب إلى بديهيات المواطنة البسيطة التي تتجلى في استنشاق نسمات الهواء ورحابة أحضان الأحبة ولمسة حنان واحدة لأجساد طال انتظارها في طوابير الكرامة العربية وحكايات الفداء ومحاربة الجوع وإقناع العقل بثمن الوطن الغالي الذي هانت تحت قدميه الحريات وسنوات العمر تمر بين غصات الدموع وويلات الترقب، ذلك الوطن الذي انحنت له أغصان الزيتون في انتظار تلاحم ووحدة فلسطينية تعني كثيراً لمن يعرفون معاني قوة الصف الواحد لمواساة وطن يقاتل جلاده منذ أكثر من ستين عاما دون استسلام.
ولعل نشر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطعيْ فيديو في الذكرى الـ 23 لميلاد الجندي الإسرائيلي الأسير «شاؤول آرون» قد يعيد إلى الأذهان حالة من الأمل بوجود صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل كتلك التي تمت في عام 2011 باسم صفقة وفاء الأحرار كما يسميها الفلسطينيون التي تعد إحدى أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية الإسرائيلية، وتشمل الصفقة أن تفرج إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل أن تفرج حركة حماس عن الجندي الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، وقد أعلن عن التوصل لهذه الصفقة في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية، وتعد هذه الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمت عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين، فماذا يعني أسر جندي إسرائيلي؟ إنه بالنسبة للأسرى أكبر من أي مكسب عسكري في معركة وطن، إنه نافذة ضوء جديدة على طريق الحرية وورقة رابحة وطائر ينتظر فرصة التحليق في سماء الوطن المسافر، إنها مساحة تتجاوز حدود الحلم بالعودة إلى الحياة وتوديع مقابر الاعتقال والتعذيب والحرمان من الأهل، إنها حالة استعادة منطقية الحياة والخروج من معارك الجوع والتعذيب إلى بديهيات المواطنة البسيطة التي تتجلى في استنشاق نسمات الهواء ورحابة أحضان الأحبة ولمسة حنان واحدة لأجساد طال انتظارها في طوابير الكرامة العربية وحكايات الفداء ومحاربة الجوع وإقناع العقل بثمن الوطن الغالي الذي هانت تحت قدميه الحريات وسنوات العمر تمر بين غصات الدموع وويلات الترقب، ذلك الوطن الذي انحنت له أغصان الزيتون في انتظار تلاحم ووحدة فلسطينية تعني كثيراً لمن يعرفون معاني قوة الصف الواحد لمواساة وطن يقاتل جلاده منذ أكثر من ستين عاما دون استسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق