هل يمكن أن تختار قيدك وتحبه؟ وهل يمكن أن يكون لك حرية الاختيار؟ لتقرر إن كنت تحب أن يكون من ورد أو من ريش أو من حرير بينما قد يفرض عليك الواقع قيدا من الفولاذ أو الشوك ذلك الذي يمكن أن يترك أثرا أبديا بين أقواس روحك وجسدك بينما يمكن أن يستقر قيد آخر في فكرك أو مشاعرك أو يعشش في زوايا ذاكرتك دون أن تملك القرار في أن تضع حدا لمد القيود التي تلاحقك للأبد، فبعضها تختاره وبعضها يختارك، وأنت تعرف أنك لن تتمكن من إجراء عملية جراحية لاستئصال قيودك الراسخة، وأنت تردد في داخلك "لابد للقيد أن ينكسر" بينما يسكنك يقين أن قيودك قد تتربى وتنمو معك.
إننا ودون أن ندري نعيش قد نكون متلبسين بقيودنا التي قد لا نتمكن من الاستدلال عليها إلا عندما نطيل الغوص في أعماقنا لنتساءل عن أسباب قبول آمر ما أو رفضه كي نتأكد أن ذلك يرجع لتلك الممانعات التي تربينا عليها واستوطنت مفاصل تفكيرنا منذ الطفولة وصارت تكبر وتنبض معنا وتشاركنا أدق تفاصيل الحياة.
ولا أقف هنا لأطالب بالحرية المطلقة التي تجعل من الإنسان محلقا طاغيا على سيطرة المجتمع ضاربا عرض الحائط، ولكني أريد أن يقف كل منا ليعرف ما له وما عليه من قيود قد يكون بعضها خفيا أو وهميا في حين يحرم نفسه من حياة مختلفة بسبب تركيبة معقدة من القيود التي تغنت بها أم كلثوم حينما قالت "ااه من قيدك أدمى معصمي ..لما ابقي عليه وما أبقى عليا"، وقد تنتابك حمى الأسئلة عن أكثر القيود سخونة على واقعك وخطواتك المترددة لتتأكد أنك قد ابتعلت طعم القيود التي تجرك خلفها لمجرد أنك تعودت عليها، وإن كنت ستركض راجعا بعد أن يطلق السجان سراحك إلى أقرب قيد تضعه في معصمك لسبب وحيد هو أنك "اعتدت على قيودك وسجانك" عندما غرست هذه القناعات في رأسك ورويتها بماء القبول دون أن تسأل نفسك كيف يمكن أن تحدث تغييرا جذريا في حالة التشابه والتكرار الذي ينتابك؟ والذي يحتاج بالتأكيد إلى أن تنظر إلى قيودك وإلى الحبال الوهمية التي تعلقت بها وعرشت عليها أوراق التقبل والاستسلام.
مما يستدعي أن تفكر للحظات عن الكيفية التي يمكن من خلالها أن تكسر قيدك وتطلق طاقاتك الإيجابية، وتمعن النظر في قدراتك التي لا يمكن أن تتحرر طالما أنت أسير لقناعات تكررها حتى تتحول إلى واقع الاستسلام المطلق بأنك لا تستطيع يقول نابليون: "من قال لا أقدر قلت له حاول، ومن قال لا أعرف قلت له تعلم، ومن قال لا أستطيع قلت له جرب".
إن القضية لا تحتاج لأكثر من قرار بخوض غمار التجربة بعيدا عن سلاسل العجز والاستسلام لتحقيق الإنجاز من خلال تطبيق نظرية رؤية مختلفة لقيد مختلف يطلق العنان للقدرات المحتجزة خلف وهم القيد.
يقول مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس: "ليس ذنبك أن تولد فقيراً، لكن ذنبك أن تموت فقيراً".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق