الاثنين، 27 أغسطس 2018

مشاعر موسمية

هل يمكن أن تتشابه مشاعرنا مع المواسم وفصولها الأربع بردها , وصيفها , وخريفها وشتاءها ؟وهل يمكن أن تكون بعض حالات اللهفة أشبة بنوبات الزكام , والأنفلونزا الموسمية؟ أو بطفح جلدي مباغت يظهر لمدة معينة ثم ينتهي كل شئ !
نعم إن هذه التغيرات التي تعصف بالكون تدخل أيضا إلى عوالم البشر لتؤثر على العلاقات التي نحاول المحافظة عليها للأبد , ولكنها تتسرب كالماء من بين أيدينا شيئا فشيئا , وأحيانا نفقدها في لحظة اختلاف أو تغيير إنها الحالة المعقدة للشعور التي تعتمد في أساسها على أسباب غير مفهومة فهي تشبه المتغيرات الكونية التي تحدث فجأة ، فتأتي بدون مبررات وقد تختار الرحيل أيضا دون أي تنبيهات , أو إنذارات مبكرة بحيث يصعب السيطرة عليها , وكأنها عملية كيميائية أو فيزيائية تربط أشياء غير محسوسة في ذواتنا , وتغلغل في أعماقنا , وتتغير بمجرد وجود أي هزة بسيطة في الحالة الشعورية التي تعترينا وقد تعيدنا إلى نقطة أولى في سطر أي علاقة لنتذكر فلسفة البدايات والنهايات ,و مشاعر التعايش التي يمكن أن تعبر عن شعور لحظة اختفت من الوجود , أو حالة مختلفة ومزمنة استمرت لمسافة عمر.
إننا نحتاج كبشر ننتمي إلى لحظات إنسانية معلنة وأن نعود لنخبئ مشاعرنا خلف برود اللامبالاة كي لا نبدو ضعفاء أمام الآخرين إن هذه الأحاسيس هي السبب الأول لتشكل إنسانيتنا وبحار أفكارنا وموانئ الأمان التي يبحث عنها كل منا في عالم اللاوعي عندما يجلس مع ذاته ليسألها عن سبب خسارة شعور ما , أو كسب بهجة هطلت كالإمطار على قلبه فهل يمكننا أن نقول إن الحب أو المشاعر الناعمة هي نقطة الضعف الإنسانية التي نكابر أنفسنا إمامها أم أنها لحظات عابرة نعيشها لفترة من الزمن ليخطفنا العمر في لهاث , وركض خلف الماديات , وسط التزامات الأسرة والعمل , ومتطلبات الحياة فلا نجد وقت لنسأل عما تبعثر منا خلال الرحلة من عواطف هي الركن الأساسي في كينونة البشر حيث ينبت سؤال هارب من أمواج الانشغال ليسأل عن وجود إنساني سقط من قطار العمر عن كتاب ذكريات لإنسان كان يقف هنا , وينظر إلى الحياة بطريقة أخرى , ويعود ليقرأ في أجندة الوجوه حالة غريبة من المواسم لمشاعر ربيعية حافظ عليها بعض منا بينما استسلم الكثيرين لرحلة الخريف , والجدب بل ووصل البعض إلى حالة من الموت , والتصحر والجفاف , واللامبالاة وخسروا أهم قيمة إنسانية يمكن أن نبقى لأجلها ألا وهي "الشعور " الذي تطاير مع رتابة الوقت وتراكم الصمت الرهيب بين السطور.

ليست هناك تعليقات:

اخر التعليقات