كلاكيت آخر العام
- كاميرا 1 عند الباب
– كاميرا 2 تراقب تكات الساعة 12 من نهاية العام
– كاميرا 3 تركز على ارتجافات العيون
«كلاكيت أول العام»
يقول السيناريو: يا سيدي إننا يجب أن نسافر إلى دبي، أو إلى آخر بقاع الأرض لنهرب من هواجسنا، ولنشتري «فرحة»، ولنشهد أول تكات ساعات عامنا الجديد 2015 م، وعلى الرغم من عدم تفاؤلنا، سنسافر لنرسم ابتساماتنا الباهتة، لتولد زهرة أمل في قلوبنا لبرهة ثم تذوي، فنعود لنجلس القرفصاء في ركن هذا العالم، نرقب نشراتنا الإخبارية، ونشرب قهوتنا السوداء، ونثرثر عن حكاياتنا المكررة، ونحن نعرف أننا سنكمل مشوار عامين مرَّا علينا زاخرين بالحروب والثورات وأعمال العنف والإرهاب.
سنكمل مسلسل اللامعقول واللا منطقي، وأننا سنسمع من جديد عن انتخابات رئاسية تولد في ظل الحرب، وعن أناس يدخلون إلى السجون، وآخرين يخرجون منها بذنوب وبلا ذنوب، وأن الجدل حول قضايانا سيتطاير كحمم بركانية تخرج لتكوي مواجعنا عندما تدفع قلوب الصغار البريئة فاتورة حرب في غزة، ويسدد كهول سوريا وصغارها ثمن العجز والتناقضات والطبخات السياسية.
وعندما لا يستيقظ اليمن وليبيا من مفاجآت التغيير، ونظل نعيش قلقنا الحتمي ونحن نلتفت حولنا.
«كلاكيت ثاني مرة»
يا سيدي ستبدأ رحلة العام، وسنحاول أن نتجاوز تنبؤات العرافين واستشراف المستشرفين، في لمحة إيمان هي الضــوء الوحيد الذي ينبت في آخــر نفــق القلب، أن المستقبل بيد الله وحده، فلا يعلم الغيب سواه فنشعر بالاطمئنان، والملاذ الوحيد، وأن هناك بصيصَ أملٍ يأتي من حيث لا ندري، فالله وحده هو القادر على أن يمنحنا أماننا واطمئناننا وسط هذا الضجيج.
«كلاكيت ثالث مرة أو عاشر مرة»
لا فرق يا سيدي
آلاف الكاميرات في كل مكان تصور كل شيء، وتوظف وتوثق، وقد تختلق أحياناً، وتكات الساعة لاتتوقف، أصبحت تضج بصوت عالٍ لا يمكن أن يخطئه أحد، لكن العبارات المتطايرة من واقعنا العربي لا تشبهنا.
فلا داعش منا ولا يشبهوننا، ولكنهم من أبنائنا للأسف، ولا هذا اللغط والاختلاف الشديد والتراشق بالتهم والإساءات واستباحة الفتاوى والتنابز مما تعلمناه في مدارسنا، ولكنه صار وجبتنا المسائية.
لم نتوقع آن هذا التوجس الذي تجاهلناه في هدنتنا العربية سنين، وأن هذا الخوف سيكون رغيفنا اليومي، ولا أن محصولنا الذي زرعناه طوال هذه الأعوام سينبت هذه الحنظلات التي نغص بها هذه العجاف التي نخشاها.
يا سيدي:
العالم يعج بالكاميرات والكلاكيت الذي لم يصل لآخر مرة! لأننا عجزنا عن تفسير وملاحقة الأحداث، فالسيناريو يلاحق الأحداث الراكضة، وعيوننا مفتوحة، وعقولنا عاجزة عمن تصدق ومن نكذب.
«كلاكيت آخر العام»
سنسافر مرة أخرى لنشــهد دقة الــساعة الـ 12 بعد منتصف الوجــع ونفــرح بتكة فرح، ومن ثم نعود لنجلس القــرفـصاء، لنــسمع مالم نسمعه، ونصدق مالـم نصدقه، ككل صحارى الــثلج تــصدق كل خطى الأقدام التي تدوسها رغماً عنها.
يقول الشاعر محمد عبد الباري:
شيءٌ يطل الآن من هذي الذُرى
أحتاج دمع الأنبياء لكي أرى
النص للعراف والتأويل لي
يتشاكسان هناك (قال) و(فسَّرَا)
في الموسم الآتي سيأكل آدم
تفاحتين وذنبه لن يغفرا
– كاميرا 2 تراقب تكات الساعة 12 من نهاية العام
– كاميرا 3 تركز على ارتجافات العيون
«كلاكيت أول العام»
يقول السيناريو: يا سيدي إننا يجب أن نسافر إلى دبي، أو إلى آخر بقاع الأرض لنهرب من هواجسنا، ولنشتري «فرحة»، ولنشهد أول تكات ساعات عامنا الجديد 2015 م، وعلى الرغم من عدم تفاؤلنا، سنسافر لنرسم ابتساماتنا الباهتة، لتولد زهرة أمل في قلوبنا لبرهة ثم تذوي، فنعود لنجلس القرفصاء في ركن هذا العالم، نرقب نشراتنا الإخبارية، ونشرب قهوتنا السوداء، ونثرثر عن حكاياتنا المكررة، ونحن نعرف أننا سنكمل مشوار عامين مرَّا علينا زاخرين بالحروب والثورات وأعمال العنف والإرهاب.
سنكمل مسلسل اللامعقول واللا منطقي، وأننا سنسمع من جديد عن انتخابات رئاسية تولد في ظل الحرب، وعن أناس يدخلون إلى السجون، وآخرين يخرجون منها بذنوب وبلا ذنوب، وأن الجدل حول قضايانا سيتطاير كحمم بركانية تخرج لتكوي مواجعنا عندما تدفع قلوب الصغار البريئة فاتورة حرب في غزة، ويسدد كهول سوريا وصغارها ثمن العجز والتناقضات والطبخات السياسية.
وعندما لا يستيقظ اليمن وليبيا من مفاجآت التغيير، ونظل نعيش قلقنا الحتمي ونحن نلتفت حولنا.
«كلاكيت ثاني مرة»
يا سيدي ستبدأ رحلة العام، وسنحاول أن نتجاوز تنبؤات العرافين واستشراف المستشرفين، في لمحة إيمان هي الضــوء الوحيد الذي ينبت في آخــر نفــق القلب، أن المستقبل بيد الله وحده، فلا يعلم الغيب سواه فنشعر بالاطمئنان، والملاذ الوحيد، وأن هناك بصيصَ أملٍ يأتي من حيث لا ندري، فالله وحده هو القادر على أن يمنحنا أماننا واطمئناننا وسط هذا الضجيج.
«كلاكيت ثالث مرة أو عاشر مرة»
لا فرق يا سيدي
آلاف الكاميرات في كل مكان تصور كل شيء، وتوظف وتوثق، وقد تختلق أحياناً، وتكات الساعة لاتتوقف، أصبحت تضج بصوت عالٍ لا يمكن أن يخطئه أحد، لكن العبارات المتطايرة من واقعنا العربي لا تشبهنا.
فلا داعش منا ولا يشبهوننا، ولكنهم من أبنائنا للأسف، ولا هذا اللغط والاختلاف الشديد والتراشق بالتهم والإساءات واستباحة الفتاوى والتنابز مما تعلمناه في مدارسنا، ولكنه صار وجبتنا المسائية.
لم نتوقع آن هذا التوجس الذي تجاهلناه في هدنتنا العربية سنين، وأن هذا الخوف سيكون رغيفنا اليومي، ولا أن محصولنا الذي زرعناه طوال هذه الأعوام سينبت هذه الحنظلات التي نغص بها هذه العجاف التي نخشاها.
يا سيدي:
العالم يعج بالكاميرات والكلاكيت الذي لم يصل لآخر مرة! لأننا عجزنا عن تفسير وملاحقة الأحداث، فالسيناريو يلاحق الأحداث الراكضة، وعيوننا مفتوحة، وعقولنا عاجزة عمن تصدق ومن نكذب.
«كلاكيت آخر العام»
سنسافر مرة أخرى لنشــهد دقة الــساعة الـ 12 بعد منتصف الوجــع ونفــرح بتكة فرح، ومن ثم نعود لنجلس القــرفـصاء، لنــسمع مالم نسمعه، ونصدق مالـم نصدقه، ككل صحارى الــثلج تــصدق كل خطى الأقدام التي تدوسها رغماً عنها.
يقول الشاعر محمد عبد الباري:
شيءٌ يطل الآن من هذي الذُرى
أحتاج دمع الأنبياء لكي أرى
النص للعراف والتأويل لي
يتشاكسان هناك (قال) و(فسَّرَا)
في الموسم الآتي سيأكل آدم
تفاحتين وذنبه لن يغفرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق