عندما يتخلى القرَّاء، والمستمعون عن وكالة أنباء المجتمع، التي تحمل عنوان «يقولون»، وعن عمليات النسخ واللصق الرتيبة والمتكررة في محاولة لتوثيق معلومة، أو التأكد منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حينها يمكننا أن نتحدث عن خروجنا من عنق زجاجة البحث عن أسباب التجاوزات الإعلامية التي اجتاحت حياتنا، ووصلت إلى وسائدنا الخالية لتملأها بالغث والسمين، وتتركنا ندور في حلقتنا المفرغة من الأسئلة المكوكية التي تتطاير كفقاعات الصابون، وما تلبث أن تختفي لتحل محلها أخرى في محاولتنا لتحري الحقيقة، والتثبت منها، ونحن نسأل: هل هذا الخبر صحيح أم مفبرك؟ ولكن الجواب لا يجب أن يكون بنفس براءة السؤال، وإنما يحتاج إلى التفكير والاهتمام بالتفاصيل. وفي قصة جون، مؤسس سلاسل مطاعم ناجحة في أوروبا، يقول إنه حين كان شاباً نظر إليه نائب الرئيس في «فنادق حياة»، وقال له: «أنت تنظر لكنك لا ترى». هذه النصيحة كانت كناية عن قلة اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، الأمر الذي استوقفه، وجعله يعيد النظر، ويُكثر التدقيق، فبدأ ينظر إلى الصورة الكبيرة، ثم يقترب منها بقوة ليرى التفاصيل الصغيرة، مثل توزيع الإضاءة، والطاولات، والمقاعد، والديكور، وحقق له ذلك نجاحات باهرة في عمله، وهذا ما نحتاجه لنفهم وننجح.
ونحن نقرأ، أو نقيِّم، أو نتأكد نحتاج إلى أن نمتلك كافة أدوات التوثيق، وفلترة المعلومات، والتثبت منها، وتصفيتها لتكون ماءً زلالاً، نشرب من معينه مطمئنين على نقاوته وصفائه، هذه التربية الإعلامية التي يجب أن تُبنى على المعرفة والقراءة والاطلاع والبحث عن سنابل الدهشة الحقيقية بين هذه الحقول الإعلامية مترامية ومتشعبة الأطراف، والمتعددة في أهدافها وتوجهاتها، التي تتطلب منا أن نقلب نظرية حراسة البوابة لنكون نحن الحراس والمعنيين بمعطيات الحقيقة التي لا يحرسها غيرنا، وأن نحدد زواياها، ومقدارها بما يخدم مصالحنا دون وجود وسيط يقوم بعملية انتقائية، أو تحريف للحقائق لنظل نلعب دور المتلقي، أو المستهلك الإعلامي، ففي أي مؤسسة إخبارية هناك عدد من الأخبار التي يتم ترميزها بطرق تلبي متطلبات وسيلة الإعلام، وأذواق الجمهور لذلك يصبح الموظفون في هذه المؤسسات الحراسَ لها، فيسمحون بمرور بعض الأخبار، وتقييد ومراقبة، وتشكيل معرفة العامة بحقيقة الحدث، الذي يقع بالفعل، وذلك دورهم في صناعة الإعلام، والرأي العام من خلال القصص الإخبارية، والسيطرة على المعلومات، وأنشطة الاختيار، والإضافة والحجب، والعرض والتوجيه، والتشكيل والتداول، والتكرار والتوقيت، والتعريب والتكامل، والتجاهل، وذلك يجب أن يخلق لدينا فكرة المبادرة لكي نحرس الحقيقة، ونعرفها بعيداً عن الوسطاء والانتقائيين، أن نشكل تلك النظرة الواعية والناقدة في عيون جيلنا الجديد الذي لا يصدق كل ما يسمع، ويبحث عما وراء الخبر، ويعرف كيف يختار مصادره الإخبارية، أن نبني ثقافة الحقيقة، والبحث عنها، والتخلي عن أخبار «التيك أوي»، والخروج منها إلى مبدأ التروي والتوثيق والتفكير الواعي، الذي يقرر متى وكيف وأين ولماذا يقبل المعلومة، أو يرفضها.
ونحن نقرأ، أو نقيِّم، أو نتأكد نحتاج إلى أن نمتلك كافة أدوات التوثيق، وفلترة المعلومات، والتثبت منها، وتصفيتها لتكون ماءً زلالاً، نشرب من معينه مطمئنين على نقاوته وصفائه، هذه التربية الإعلامية التي يجب أن تُبنى على المعرفة والقراءة والاطلاع والبحث عن سنابل الدهشة الحقيقية بين هذه الحقول الإعلامية مترامية ومتشعبة الأطراف، والمتعددة في أهدافها وتوجهاتها، التي تتطلب منا أن نقلب نظرية حراسة البوابة لنكون نحن الحراس والمعنيين بمعطيات الحقيقة التي لا يحرسها غيرنا، وأن نحدد زواياها، ومقدارها بما يخدم مصالحنا دون وجود وسيط يقوم بعملية انتقائية، أو تحريف للحقائق لنظل نلعب دور المتلقي، أو المستهلك الإعلامي، ففي أي مؤسسة إخبارية هناك عدد من الأخبار التي يتم ترميزها بطرق تلبي متطلبات وسيلة الإعلام، وأذواق الجمهور لذلك يصبح الموظفون في هذه المؤسسات الحراسَ لها، فيسمحون بمرور بعض الأخبار، وتقييد ومراقبة، وتشكيل معرفة العامة بحقيقة الحدث، الذي يقع بالفعل، وذلك دورهم في صناعة الإعلام، والرأي العام من خلال القصص الإخبارية، والسيطرة على المعلومات، وأنشطة الاختيار، والإضافة والحجب، والعرض والتوجيه، والتشكيل والتداول، والتكرار والتوقيت، والتعريب والتكامل، والتجاهل، وذلك يجب أن يخلق لدينا فكرة المبادرة لكي نحرس الحقيقة، ونعرفها بعيداً عن الوسطاء والانتقائيين، أن نشكل تلك النظرة الواعية والناقدة في عيون جيلنا الجديد الذي لا يصدق كل ما يسمع، ويبحث عما وراء الخبر، ويعرف كيف يختار مصادره الإخبارية، أن نبني ثقافة الحقيقة، والبحث عنها، والتخلي عن أخبار «التيك أوي»، والخروج منها إلى مبدأ التروي والتوثيق والتفكير الواعي، الذي يقرر متى وكيف وأين ولماذا يقبل المعلومة، أو يرفضها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق