أبحث عن إنسان
تسقط قطرة بنفسجية أولى من يدي على هذا السطر الحائر على شفة الأوراق، تستجوب كل عيون الأرض، تحاول أن تفكك طلاسم ما يجري، تفرّ من ساحات اللا معقول إلى حكاية إنسان ما عدت أفهمه!! ذلك الذي دخل إلى لعبة الشطرنج ملكاً ثم تقمَّص دور الجلادين والنخاسين والقتلة، استطاع أن يخلع رداءه وأن يرقد على وسادته ليلاً بعد أن أضرم النيران في جسد صغاره، وعذَّب أجساداً تشبهه، استطاع أن يشرب وأن يسفك الدماء دون أن يهتز جفنه، ودون أن ترتجف شعرة في جسده دون أن يخاف من غضب الله وسخطه! دون أن يفهم دلائل قرآنه وسنته.
أبحث عن إنسان أخاف أن تنقرض مشاعره، ويصفرّ قلبه، ويصبح شجرة لا تطرح إلا الجفاف ولا ترتوي إلا بعذابات البشر.
تسقط بنفسجة أخرى من الشجرة، تطرح ذات الأسئلة: كيف يمكن أن لا يصير الإنسان إنساناً؟ وكيف تقدر روحه أن تحتمل صدى الآهات تزلزل المدى فتضج الأرض والسماء وتصعق الجبال والدواب وهو يزداد قسوة؟ تتفجر الينابيع من جلمود الصخور ولا تنزل دمعته..!!
أسأل عن مصباح ولد في الفلسفة اليونانية قبل 25 قرناً، عندما اعتادت مدينة أثينا رؤية رجل حافي القدمين، عارياً إلا قليلاً، وفي يده مصباح في وضح النهار.
كان يقول: «إنني أبحث عن إنسان!»، وكأن ضوء الشمس لا يكفي لرؤيته، فأضاف إليها مصباحاً، هو نور العقل أو هو البصيرة. مات الفيلسوف «ديوجانس»، وبقي المصباح يتداوله المفكرون في الأديان والفلسفة والاقتصاد والسياسة، كلهم يبحثون عن الإنسان، عن قيم الخير والصدق والجمال والإحساس والعدل والحق.
إنه الفانوس الرمز، الذي يبحث عن إنسان ضيع وجهه في المدى، وصار يمر في كل المحطات باحثاً عن هُويته، عن إنسانيته.
تسقط بنفسجة أخرى من يدي كإبرة في كومة من القش، حائرة لا تجد إجابة مقنعة، ضائعة مسحوقة ترتجي دفء الجواب ولا جواب!!! ينبت إنساناً ….
يقول الشاعر فاروق جويدة:
زمن يعربد في الأماني كلها
ما أتعس الدنيا بغير أماني
يا بحر أسكرني الزمان بخمرةٍ
مغشوشة عصفت بكل كياني
كم خادعتني في الظلام ظلالها
كم أمسكت عند الحديث لساني
ما كنت أحسب ذات يوم أنني
سأصير إنساناً … بلا إنسان
أبحث عن إنسان أخاف أن تنقرض مشاعره، ويصفرّ قلبه، ويصبح شجرة لا تطرح إلا الجفاف ولا ترتوي إلا بعذابات البشر.
تسقط بنفسجة أخرى من الشجرة، تطرح ذات الأسئلة: كيف يمكن أن لا يصير الإنسان إنساناً؟ وكيف تقدر روحه أن تحتمل صدى الآهات تزلزل المدى فتضج الأرض والسماء وتصعق الجبال والدواب وهو يزداد قسوة؟ تتفجر الينابيع من جلمود الصخور ولا تنزل دمعته..!!
أسأل عن مصباح ولد في الفلسفة اليونانية قبل 25 قرناً، عندما اعتادت مدينة أثينا رؤية رجل حافي القدمين، عارياً إلا قليلاً، وفي يده مصباح في وضح النهار.
كان يقول: «إنني أبحث عن إنسان!»، وكأن ضوء الشمس لا يكفي لرؤيته، فأضاف إليها مصباحاً، هو نور العقل أو هو البصيرة. مات الفيلسوف «ديوجانس»، وبقي المصباح يتداوله المفكرون في الأديان والفلسفة والاقتصاد والسياسة، كلهم يبحثون عن الإنسان، عن قيم الخير والصدق والجمال والإحساس والعدل والحق.
إنه الفانوس الرمز، الذي يبحث عن إنسان ضيع وجهه في المدى، وصار يمر في كل المحطات باحثاً عن هُويته، عن إنسانيته.
تسقط بنفسجة أخرى من يدي كإبرة في كومة من القش، حائرة لا تجد إجابة مقنعة، ضائعة مسحوقة ترتجي دفء الجواب ولا جواب!!! ينبت إنساناً ….
يقول الشاعر فاروق جويدة:
زمن يعربد في الأماني كلها
ما أتعس الدنيا بغير أماني
يا بحر أسكرني الزمان بخمرةٍ
مغشوشة عصفت بكل كياني
كم خادعتني في الظلام ظلالها
كم أمسكت عند الحديث لساني
ما كنت أحسب ذات يوم أنني
سأصير إنساناً … بلا إنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق