ما بين القصف الألماني والإسرائيلي
ما بين قصفين سقطت قذائف نوعية في مرمى البرازيل من المهاجمين الألمان فاشتعل العالم في تلك الليلة، وتشنجت شاشات التلفاز، ووقف العالم على قدميه ليشهد أقسى الهزائم، وسقطت أخرى على أحياء مدينة غزة الصامدة فاهتزت البيوت، وارتعشت القلوب، وضج المكان برائحة الدماء، وعويل الدخان، وذعر الصغار، وخوف الأمهات.
كان البكاء يملأ الملاعب بنحيب البرازيليين من المشجعين، فقد سحقهم الألمان بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، في خيبة كروية كبيرة، وكان عويل آخر يملأ منازل الشهداء في غزة بعد جمع بقايا جثث الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات مكومين لا يمكن أن تحدد هوية أي واحد منهم.
بعد اشتعال الصورتين في اللحظة ذاتها عبر وسائل الإعلام، وبعد أن بدأت غزة تحصي جراحها وتلملم شهداءها وترش الملح على ما تبقى من وجع ينتظر المواساة، كان الألم يُرخي بكل مواسمه على فلسطين الجريحة في عقوبة جديدة تضاف إلى ويلات الحصار، وإقفال المعابر، وحكايات سجن كبير يعيش فيه معذبون وفقراء.
هذا الوطن المرابط في ملاعب القتال، عقوبة جديدة تضاف إلى عقوبات الحرمان من الحياة ومن الطفولة، في انتظار لا يجيء، وأمل يمتد إلى آخر حدود الشفق، بلا غذاء ولا كهرباء ولا رواتب، في ملعب واحد للحياة وانتظار هدف واحد يجلب تفاصيل نهاية على مرمى وطن.
خرج البرازيليون من ملاعبهم خاسرين يمنُّون أنفسهم بجولة أخرى، وبكأس عالم آخر، وما خرج الفلسطينيون من إصرارهم على مواصلة النضال، وإن كانت الكرة في هذا الخريف العربي أصبحت مستديرة أكثر مما يجب، وصارت مراوغة وغير معروفة الأهداف، تركلها الأقدام في كل الاتجاهات، ولكن يظل يقين الفلسطينيين بالله أكثر من يقينهم بأي شيء آخر، يعيشون إصرارهم رغم امتداد ساحات النزال وتعددية الجمهور، يظلون واقفين على عتبات فلسطين رافعين أبصارهم إلى الله لنيل شرف العبور إلى الوطن، دافعين بأرواحهم أغلى الأثمان.
قصف على غزة، وآخر على أسدود وعلى مدن إسرائيل، ومع فارق القوة تطير كل المعاني إلى الأذهان، ما بين قصفين في مرمى البرازيل، ومرمى آخر أكثر ضراوة بقذائف قد تشبه ذات الكرة المستديرة التي ألهبت الملاعب والشباك، ولكن المرمى كان مختلفاً، كان مسيحاً بأجساد أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها بلا ذنب غير أنهم فلسطينيون لا أكثر.
وما بين انتهاء الشوط الأول والثاني يمكن للمتجول عبر قنوات التلفاز أن يستريح من تشنجات القصف الأول ومن احتفائية الألمان بأهدافهم، لأن يلمح هذا الفارق بينهما من خلال عبقرية الصور واحترافية القنوات الفضائية الإخبارية، التي لا تحتاج لأدلة أو سرد حكايات مكررة لوطن لم تتعب منه الحكايات ولا الصور، لوطن أبيٍّ يقف على مرمى انتظار البطولات وتبدل الأقدار، لتهتز الشباك بتسديد أهداف نوعية في سبيل التحرير.
كان البكاء يملأ الملاعب بنحيب البرازيليين من المشجعين، فقد سحقهم الألمان بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، في خيبة كروية كبيرة، وكان عويل آخر يملأ منازل الشهداء في غزة بعد جمع بقايا جثث الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات مكومين لا يمكن أن تحدد هوية أي واحد منهم.
بعد اشتعال الصورتين في اللحظة ذاتها عبر وسائل الإعلام، وبعد أن بدأت غزة تحصي جراحها وتلملم شهداءها وترش الملح على ما تبقى من وجع ينتظر المواساة، كان الألم يُرخي بكل مواسمه على فلسطين الجريحة في عقوبة جديدة تضاف إلى ويلات الحصار، وإقفال المعابر، وحكايات سجن كبير يعيش فيه معذبون وفقراء.
هذا الوطن المرابط في ملاعب القتال، عقوبة جديدة تضاف إلى عقوبات الحرمان من الحياة ومن الطفولة، في انتظار لا يجيء، وأمل يمتد إلى آخر حدود الشفق، بلا غذاء ولا كهرباء ولا رواتب، في ملعب واحد للحياة وانتظار هدف واحد يجلب تفاصيل نهاية على مرمى وطن.
خرج البرازيليون من ملاعبهم خاسرين يمنُّون أنفسهم بجولة أخرى، وبكأس عالم آخر، وما خرج الفلسطينيون من إصرارهم على مواصلة النضال، وإن كانت الكرة في هذا الخريف العربي أصبحت مستديرة أكثر مما يجب، وصارت مراوغة وغير معروفة الأهداف، تركلها الأقدام في كل الاتجاهات، ولكن يظل يقين الفلسطينيين بالله أكثر من يقينهم بأي شيء آخر، يعيشون إصرارهم رغم امتداد ساحات النزال وتعددية الجمهور، يظلون واقفين على عتبات فلسطين رافعين أبصارهم إلى الله لنيل شرف العبور إلى الوطن، دافعين بأرواحهم أغلى الأثمان.
قصف على غزة، وآخر على أسدود وعلى مدن إسرائيل، ومع فارق القوة تطير كل المعاني إلى الأذهان، ما بين قصفين في مرمى البرازيل، ومرمى آخر أكثر ضراوة بقذائف قد تشبه ذات الكرة المستديرة التي ألهبت الملاعب والشباك، ولكن المرمى كان مختلفاً، كان مسيحاً بأجساد أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها بلا ذنب غير أنهم فلسطينيون لا أكثر.
وما بين انتهاء الشوط الأول والثاني يمكن للمتجول عبر قنوات التلفاز أن يستريح من تشنجات القصف الأول ومن احتفائية الألمان بأهدافهم، لأن يلمح هذا الفارق بينهما من خلال عبقرية الصور واحترافية القنوات الفضائية الإخبارية، التي لا تحتاج لأدلة أو سرد حكايات مكررة لوطن لم تتعب منه الحكايات ولا الصور، لوطن أبيٍّ يقف على مرمى انتظار البطولات وتبدل الأقدار، لتهتز الشباك بتسديد أهداف نوعية في سبيل التحرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق